دولى وعربى
أبو الغيط يدعو إلى تدخل عاجل لتحقيق الأمن الغذائي العربي
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الحديث عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية يقودنا حتماً إلى تناول موضوع مهم من موضوعات الأمن القومي العربي، وهو الأمن الغذائي، حيث ترتبط الدول العربية التي تعاني من فجوة غذائية متزايدة بعلاقات اقتصادية مع طرفي النزاع وتستورد كميات كبيرة من الحبوب، والناظر في بعض معطيات الأمن الغذائي العربي - وإن لم يكن متخصصاً - سيلاحظ بوضوح أن الفجوة الغذائية للعالم العربي والمقدرة حاليا بـ 100 مليون طن من السلع ستتفاقم لا محالة مستقبلاً إن لم نتدخل لعلاجها، بسبب تشابك العديد من العوامل المؤثرة منها الديموغرافية كتضاعف عدد سكان الوطن العربي بحلول عام 2050 ليبلغ ما يقرب 800 مليون نسمة، ومنها العوامل المناخية كالجفاف وندرة المياه، ومنها أيضا عوامل أخرى كضعف الاستثمار العربي في المشاريع الزراعية، وغيرها من التحديات".
وأضاف أبو الغيط - في كلمة له خلال أعمال الدورة العادية الـ53 للجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك والتى شارك فيها عبر تقنية الفيديو كونفرانس بحضور السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ومحمد خير عبدالقادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية - " يسعدني أن التقي بكم مجدداً في أعمال هذه اللجنة، هنا في مقر اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس، واسمحوا لي باسمكم جميعاً أن أتقدم بالشكر الجزيل للمهندس عبدالرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية ولفريقه على جهودهم لاستضافتنا في أفضل الظروف، وأن أشيد بتعاون الاتحاد وحرصه على التنسيق مع الأمانة العامة للجامعة تحقيقاً للمقاصد العربية السامية التي نرجوها ونعمل لأجلها".
وتابع" كما يسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى سلطات الجمهورية التونسية لدعمها المتواصل لمنظمات العمل العربي المشترك، وأن أثني على ما تقوم به من جهود لاستكمال المسار الإصلاحي وتجاوز المرحلة الانتقالية بالرغم من كل الظروف السائدة".
وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية" أنه تنفيذا لخطة العمل التي اتفقنا عليها فيما سبق للارتقاء بعمل هذه اللجنة، من خلال التركيز على موضوعات محددة لأهميتها، اخترنا معالجة ملف التحول الرقمي في كل جوانبه، لقناعتنا بدوره الحاسم في تغيير الحاضر ورسم المستقبل، وقد استطعنا خلال الدورات الثلاث السابقة تحقيق إنجازات مهمة في مجالات عدة ترتبط بالتكنولوجيا الرقمية مثل إطلاق الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني، هنا في تونس العام الماضي، وإقامة المنتدى العربي للاقتصاد الرقمي وتشكيل فرق عمل مكلفة بموضوعات الذكاء الاصطناعي والجامعة الذكية وصون الشبكات العربية ضد عمليات القرصنة الإلكترونية وغيرها".
وأوضح أنه تم إحراز تقدم لافت في إثراء محتوى الشبكة العربية للمعلومات، مضيفا" أنه في هذا الصدد لا يفوتني أن أتقدم بالشكر لكل مؤسسات العمل العربي التي أسهمت في تحقيق هذه الخطوات، وأحث الجميع على مواصلة مساعيهم وجهودهم لاستكمال المبادرات التي أطلقناها في هذا الشأن، وأن التركيز على التحول الرقمي - على أهميته - لم يكن لينسينا أن هناك موضوعات أخرى أكثر استعجالا وإلحاحا،
فما يزال العالم يعيش تحت وطأة جائحة كوفيد 19 وهي أزمة لم تعقها الحدود ولم تصدها إمكانات الدول المتقدمة، إذ تسببت في تدهور الوضع العالمي بشكل مقلق، فقد تفاقمت أزمة الدين العالمي لتبلغ 303 تريليونات دولار في عام 2021 ؛ ما سيعرض نصف الدول الفقيرة والأشد فقرا ومنها بعض الدول العربية مع الأسف أقول سيعرضها للإفلاس وما يترتب عن ذلك من مخاطر ومشكلات".
وأشار أبو الغيط إلى أن معدلات التضخم ارتفعت في كل الدول دون استثناء حتى تلك التي كانت تسجل معدلات ضئيلة لا تتجاوز 1%، بل ووصل التضخم في بعضها إلى مستويات قياسية، كما ارتفعت معدلات البطالة وما يتبعها من مشكلات كالفقر والاضطرابات والنزوح، موضحا أنه عندما بدأ العالم يقف منهكاً يلتقط أنفاسه من أزمة صحية، حتى حلّت به أزمة أخرى ألقت بظلالها القاتمة على الآفاق الاقتصادية، وولّدت صدمات جديدة هزت سلاسل الإنتاج والإمداد؛ ما سيزيد لا محالة من تدهور الأوضاع.