الشركات الناشئة المصرية تجذب استثمارات بقيمة 545 مليون دولار خلال 2021

قال المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، إن حجم الاستثمارات فى الشركات الناشئة تضاعف بنحو 3 مرات خلال العام الماضى، بما يعكس ثقة المستثمرين في حلول رواد الأعمال المصريين وابتكاراتهم التكنولوجية.

وأوضح محفوظ فى حوار لـ"المصدر"، أن الشركات الناشئة المصرية نجحت في جذب استثمارات بقيمة 545 مليون دولار خلال عام 2021، مقابل نحو 190 مليون دولار في 2020.

وأكد أن هناك طفرة ونمو غير مسبوق فى حجم الاستثمارات الموجهة لقطاع الشركات الناشئة، حيث أن متوسط النمو فى الـ 3 سنوات السابقة لعام 2021 كان يبلغ نحو 30% سنويا.

ونوه إلى زيادة ثقة المستثمر الأجنبى وصناديق رأس المال المخاطر العالمية فى مناخ ريادة الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة المصرية، موضحا أن الوصول إلى 3 أضعاف خلال 2021 يعد مؤشر قوى على أنه قطاع واعد.

وأشار إلى أن تلك الاستثمارات من القطاع الخاص، تخضع لأليات السوق، موضحا أن دور الحكومة يتمثل فى تحفيز السوق وتنمية مهارات الشركات الناشئة سواء من  ناحية المهارات الناعمة ومهارات الأعمال وإدارة الاعمال وكذلك المهارات التقنية.

وتوقع المهندس عمرو محفوظ، نمو حجم الاستثمارات فى الشركات الناشئة بنحو 30% إلى 40% خلال العام الجارى 2022، نظرا لإحتمالية تأثر الاستثمارات الأجنبية بالظروف والتغيرات الحالية على الساحة العالمية.

ولفت إلى إتمام عدة صفقات خلال الشهرين الماضيين، موضحا أن الهيئة لا تقوم بحصر تلك الاستثمارات، ولكن هناك هيئات وبيوت خبرة معتمدة ومتخصصة فى هذا المجال تصدر تقارير دولية دورية تتضمن إحصائيات حول تلك الاستثمارات فى الدول المختلفة حول العالم.

وأشار إلى أن مصر تتميز عن غيرها من الدول من ناحية نسبة الاستثمارات الأجنبية في الشركات الناشئة حيث تمثل نسبة المستثمرين الأجانب في الشركات الناشئة المصرية 77%، بما يعكس ثقة المستثمر الأجنبي وصناديق رأس المال المخاطر العالمية في مناخ ريادة الأعمال والشركات التكنولوجية الناشئة المصرية.

وتعمل الهيئة على تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية والانطلاق عالميًا، وذلك من خلال تشجيع وجذب المزيد من صناديق الاستثمار ورؤوس الأموال والتمويلات في الشركات الناشئة المصرية ومساعدتهم على اختراق الأسواق وخلق البيئة المحفزة للابتكار والوصول للشركات الناشئة خارج القاهرة والتي تتركز فيها معظم الشركات حاليا بنسبة تقترب من الـ 93%، وذلك من خلال مشروع لنشر مراكز ابداع مصر الرقمية بالجامعات وعلى مستوى محافظات الجمهورية المختلفة.

وتابع محفوظ، نقوم الآن مع عدد من الشركاء بعمل دراسة لحصر المعوقات التي تواجه الاستثمارات في قطاع الشركات الناشئة، وفي القريب العاجل سنعلن عن حزمة من الإجراءات التي ستقوم بمعالجة أوجه القصور في هذه المنظومة وتساهم في تسهيل الإجراءات على مؤسسي الشركات الناشئة وتنظيم علاقتها بالمستثمرين.

وقامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على مدار الأربع سنوات الماضية ببذل جهود كبيرة لتمكين قطاعات الدولة من تحقيق التحول الرقمى، بالإضافة الى المشروعات التي تنفذها لتطوير البنية التحتية للاتصالات، فضلا عن الاستثمار فى بناء الإنسان من خلال مجموعة ضخمة من البرامج التدريبية التى تلبى احتياجات السوق، حيث ارتفعت ميزانية التدريب التقني للشباب 22 مرة خلال 3 سنوات، حيث كان يتم تدريب 4 آلاف شاب سنويًا بقيمة 50 مليون جنيه، وحاليًا يتم تدريب 200 ألف شاب وفتاة سنويًا بقيمة مليار و100 مليون جنيه.

ونوه إلى أن الهيئة تستهدف تدريب نحو 220 ألف شاب خلال العامين المقبلين، بالإضافة إلى التوسع فى تخصصات التدريب لتشمل، اللغات والمهارات الناعمة ومهارات الحوسبة السحابية والبرمجة ومهارات مراكز الاتصال ومجالات التصميم الالكترونى والبرمجيات المدمجة.

ولفت إلى إطلاق استراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد "2022-2026"، والتى تستهدف مضاعفة حجم الصادرات من منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات العابرة للحدود بنحو 3 أضعاف، وتقديم حزمة حوافز جديدة لجذب الاستثمارات، وتعزيز تنافسية مصر فى مجالات البحث والتطوير وخدمات القيمة المضافة بما يساهم فى تسريع نمو اقتصاد المعرفة.

ونظمت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" أولى جولاتها بالجامعات المصرية للترويج لاستراتيجية مصر الرقمية لصناعة التعهيد، وذلك بمركز إبداع مصر الرقمية "كرياتيفا" بجامعة المنصورة خلال فبراير الماضى.

وقال محفوظ، إن الهيئة تعمل على تحفيز صادرات مصر من خدمات تصميم الإلكترونيات، منوها إلى إلى أن الهيئة تقوم بإنشاء مركز ابداع في العاصمة الإدارية الجديدة والذى سيتم الانتهاء من تنفيذه خلال 5 أشهر، وسيكون جزء من مدينة المعرفة التى تقوم بإنشائها وزارة الاتصالات.

وأضاف أن "إيتيدا" تعمل على جذب الشركات المحلية والعالمية في هذا المجال، عبر تقديم حوافز مادية وإتاحة تدريب وحوافز لمركز الابداع بالعاصمة، وكذلك خارج العاصمة أيضا سيكون هناك حوافز من الاستراتيجية التى تم اعدادها، مشيرا إلى ارتفاع القيمة من ناحية العائد والراتب الذى يتقاضاه المبرمجين والمهندسين العاملين في ذلك المجال.

وأوضح أن الهيئة تستهدف مضاعفة حجم صادرات منتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات، من خلال التركيز على عدة مجالات تشمل "مراكز الاتصال ومجال البرمجيات المدمجة والتصميم الالكترونى، منوها إلى استهداف الهيئة خلق نحو 225 ألف فرصة عمل فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وارتفعت مؤشرات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ليحافظ على مكانته كأعلى قطاعات الدولة نموا، وتمثلت أبرز مؤشرات القطاع فى 2021 في ارتفاع معدل نمو القطاع ليصل إلى 16% فى 2020-2021 مقارنة بـ15.2% فى 2019-2020، وارتفاع نسبة مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى من 4.4% فى 2019-2020 إلى 5% فى العام المالى 2020-2021، ونمو الصادرات الرقمية من 4.1 مليار دولار فى 2019-2020 إلى 4.5 مليار دولار فى 2020-2021.

وأشار إلى أن الهيئة تستهدف التصدير لعدة أسواق منها ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا كأولوية أولى، وفى المرتبة الثانية السوق الأمريكى، ثم سوق الخليج، مشيرا إلى أن صادرات مصر موجهة إلى نحو 100 دولة، وفى مراكز الاتصال بأكثر من 20 لغة.

ولفت إلى الانتهاء من إنشاء 7 مراكز ضمن مراكز إبداع مصر الرقمية، في أسوان والمنيا وسوهاج وقنا والمنوفية والمنصورة والاسماعيلية، كما سيتم افتتاح مركز السلطان حسين في مصر الجديدة قريبا، والمصنع الأثرى في بين السرايات بجوار جامعة القاهرة قبل نهاية العام.

وأوضح أنه يجرى العمل على إنشاء 7 مراكز أخرى بتكلفة إجمالية للمرحلتين 1.5 مليار جنيه، فى إطار خطة تستهدف إنشاء مركز فى كل محافظة بهدف إتاحة التدريب التقنى ورعاية الإبداع بما تشمله من معسكرات العصف الذهنى، وحاضنات ومسرعات أعمال للشركات، مع تدريب للقائمين على هذه الشركات، وإقامة محافل للتشبيك بينهم والمستثمرين.