السيسي يشهد الاحتفال بالذكري الـ 70 لعيد الشرطة

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد 23 يناير 2022، الاحتفال بالذكرى السبعين لعيد الشرطة المصرية، الذي يوافق 25 من يناير من كل عام.

وحضر الاحتفال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ورئيس مجلس النواب الدكتور حنفي جبالي، ورئيس مجلس الشيوخ المستشارعبد الوهاب عبد الرازق، ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وتوسط الرئيس السيسي، صورة تذكارية مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، واللواء محمود توفيق، ضمت أعضاء المجلس الأعلى للشرطة، وبدأ الاحتفال بعيد الشرطة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها عرض فيلم تسجيلي تحت عنوان "العهد"، شاركت فيه المطربة مي فاروق والمطرب محمد محسن بصحبة مجموعة من الأطفال.

وذكر الفيلم التسجيلي ببطولة قوات الشرطة في "موقعة الإسماعيلية"، وشمل استعراضا غنائيا يخلد الذكري السبعين لعيد الشرطة، وثورة الشعب في الإسماعيلية ضد قوات المحتل الإنجليزي في عام 1952.. وعرض الفيلم لمسيرة الشرطة المصرية منذ موقعة الإسماعيلية وحتى ثورة 30 يونيو 2013.

كما تم عرض فيلم تسجيلي آخر لمجموعة من أبناء شهداء الشرطة، تحدثوا فيه عن بطولات وتضحيات آبائهم الشهداء من أجل الدفاع عن الوطن وترابه، واستذكروا لحظات استشهادهم.

وعبر الأطفال خلال الفيلم التسجيلي عن مدى اشتياقهم لآبائهم وعن فخرهم ببطولاتهم فداء للوطن، وعقب ذلك تم عرض أغنية لمجموعة من الأطفال عن شهداء الشرطة، وبدا الرئيس عبد الفتاح السيسي متأثرا بمقولات أبناء الشهداء وحديثهم الذي اختلط فيه الحزن على آبائهم وفخرهم باستشهادهم.

وتم عرض فيلم تسجيلي عن بطولات وتضحيات رجال الشرطة الذي تحدث عن دور الشهيد البطل المقدم محمد فوزي الحوفي من قطاع الأمن الوطني الذي تلقى بلاغا في 14 أبريل 2020 يفيد بوجود عناصر إرهابية في وحدة سكنية بمنطقة الأميرية بالقاهرة، كانت تخطط لعمليات تفجير كنائس.. وعلى الفور توجه البطل المقدم محمد فوزي الحوفي مع قوات الشرطة لمحاصرة المكان مما أسفر عن مقتل 7 من العناصر الإرهابية واستشهاده.

من جانبه، تحدث النقيب البطل هيثم عماد طه - الذي كان يطالب بالخدمة في العريش لنيل الشهادة - عن المأمورية التي قام بها في 17 أكتوبر 2015 للقبض على مجموعة من العناصر الإرهابية بالشيخ زويد والتي أسفرت عن فقد ساقيه نتيجة انفجار المدرعة واستشهاد كل من عليها.

عقب ذلك، أكد عدد من الفنانين أبطال مسلسل "الاختيار 2": إن الفن سيظل دائما ظهيرا للوطن مؤمنا برسالة الوطنية والانتماء، وأن هناك شهداء وأبطالا وحكايات تستحق أن يتم تجسيدها دراميا، مع الأخذ في الاعتبار أنه يصعب أن يكون التجسيد لهذه الأدوار مثل الأبطال الحقيقيين الذين كان لديهم استعداد لفداء وطنهم بروحهم ودمهم وأقبلوا على الشهادة دون خوف لإيمانهم بأولوية حق الوطن.

وأوضح الفنانون أن "الاختيار" ليس مجرد اسم، بل نور وطريق للوطنية وليس خيانة العهد، فالمصريون حافظوا على العهد وفدوا وطنهم على مر التاريخ.. وشدد الفنانون على أنهم اختاروا عهد الوطنية والانتماء للوطن، وعاهدوا الرئيس عبد الفتاح السيسي على ألا يتخلوا عن دورهم الوطني.

وتم عرض أوبريت "الاختيار 2" الذي يقول مطلعه: "إحنا مش بتوع حداد.. إحنا بركان غضب قاد"، والذي يضم عددا كبيرا من نجوم مسلسل "الاختيار" بجزأيه الأول والثاني.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي فيلما تسجيليا عن أبرز ما قامت به وزارة الداخلية من إنجازات في عام 2021.. حيث عرض الفيلم التسجيلي جهود قوات الشرطة - خلال عام مضي - والتي ساهمت في خفض معدل الجريمة الجنائية، وتفكيك عبوات ناسفة والقضاء على بؤر إرهابية، إضافة إلى تقديم الخدمات الأمنية للمواطنين.

واستعرض الفيلم أبرز الضربات التي وجهتها الوزارة للعناصر الإرهابية والإجرامية فضلا عن مكافحة الجريمة المنظمة.. مشيرا إلى العمليات التي قامت بها وزارة الدخلية ضد تنظيم "الإخوان" الإرهابي إعلاميا وتنظيميا، فضلا عن ضبط عدد من الشبكات التي تروج الإشاعات وتدعو لنشر الفوضى.

ونوه الفيلم التسجيلي الوثائقي إلى أن وزارة الداخلية نجحت في مهاجمة 120 بؤرة إرهابية وضبط مئات الأسلحة وعبوات متفجرة فضلا عن تحريز 153 مليون جنية أموال سائلة لدى الجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 77 كيانا تجاريا يعمل تحت إمرة تنظيم "الإخوان" الإرهابي برأس مال بلغت قيمته 3 مليارات جنيه.

وعلى المستوى الجنائي نجحت وزارة الداخلية في ضبط 1776 تشكيلا عصابيا عام 2021، وحققت نجاحات أمنية أدت إلى خفض معدل الجريمة في البلاد بمعدل 13.2 % مقارنة بعام 2020.

كما عرض الفيلم التسجيلي لجهود الوزارة في ضبط المخدرات ومكافحة انتشارها، حيث استطاعت الوزارة تسجيل 90 ألف قضية حيث ضبطت بموجبها 21 ألف طن مخدر، و308 ألف طن من نبات "البانجو" المخدر بقيمة إجمالية 5 مليارات جنيه، كما تم ضبط 3 مليارات جنيه من إيرادات التجارة في المخدرات تم استخدامهم في نشاط"غسيل الأموال".

وأظهر الفيلم أيضا جهود الوزارة في مكافحة الجرائم التموينية والضريبية والنجاحات التي تم تحقيقها والتي من بموجبها انخفضت معدلات هذه الجرائم.

واستعرض الفيلم أيضا جهود وزارة الداخلية في عقد مؤتمرات وندوات للتوعية والتدريب من مخاطر إسقاط الدول فضلا عن تنظيم زيارات من طلاب الجامعات لأكاديمية الشرطة لتحقيق الربط الفكري والثقافي بين أبناء الوطن كافة.

وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أيضا عرض فيلم تسجيلي عن محاكاة حقيقية لضبط عناصر تشكيل عصابي شديد الخطورة لتهريب وتصنيع والاتجار بالمواد المخدرة.

واستعرض الفيلم رصد تشكيل عصابي تخصص في تهريب 30 ألف طربة حشيش بوزن 6 أطنان بقيمة 480 مليون جنيه، ويحوز التشكيل العصابي 15 طن حشيش، علاوة على ما تم ضبطه، وكمية كبيرة من الهروين.

ونوه الفيلم إلى أن فريق البحث حدد هوية بعض أفراد التشكيل وتم مراقبته والوصول إلى أماكن تخزين المخدرات وضبطها، بالاستعانة بقوات مكافحة الإرهاب.

وألقى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق كلمة أكد فيها حرص الوزارة على انتهاج استراتيجية شاملة للارتقاء بالمنظومة الأمنية، والحفاظ على حقوق الإنسان وتوجيه الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية، والتصدي للجرائم الإلكترونية التي تسعى التنظيمات المتطرفة لتوظيفها لترويج الشائعات والمعلومات المغلوطة.

وقال اللواء محمود توفيق إن الوزارة تحرص على انتهاج استراتيجية شاملة للارتقاء بالمنظومة الأمنية، وتحقيق نقلة نوعية في شتى مجالات العمل الشرطي من خلال بذل المزيد من الجهد والارتكاز على الأسس العلمية في التخطيط الأمني ومواصلة الارتقاء بإعداد العنصر البشري وتطوير معدلات وآليات الأداء.

وعقب ذلك تعهد مجموعة من ضباط الشرطة أمام الرئيس السيسي والحضور، بفداء الوطن بالعمل والروح والدم والحفاظ على أمن مصر وشعبها وصيانة القسم: "تحيا مصر".. تلا ذلك عرض أغنية "شايل العلم".

وكرم الرئيس عبد الفتاح السيسي أسماء شهداء الشرطة، حيث صدق الرئيس على منح أسماء شهداء الشرطة أوسمة الجمهورية والاستحقاق.

وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة، أكد فيها أن الغاية الأسمى للدولة هي الحفاظ على بقائها وحفظ الأمن وتحقيق الأمان للمواطنين، وإن ذلك لن يتأتى إلا بوجود جهاز شرطة واع ومدرك لطبيعة وظيفته.

وشدد الرئيس السيسي على أن رجال الشرطة أثبتوا في معركة الإسماعيلية عام 1952م، أن الدفاع عن الأوطان ليس مرهونا بامتلاك العدة والعتاد بل بمدى عقيدة الرجال الراسخة داخل نفوسهم.

وحيّا الرئيس شهداء الشرط وأسرهم، وقال: لن ننسي ما قدموه للوطن، وعزاؤنا في استشهادهم أنهم بذلوا أرواحهم في بلد به 100 مليون نسمة لنتمكن من العيش في سلام وأمان وتقدم.

ونبه الرئيس إلى أن ما يقوم به رجال الشرطة من الحفاظ على الوطن ومحاربة الإرهاب يدل على أن أرض مصر لا يمكن أن تنضب أبدا من الأبطال.

وقال إن ما يقوم به رجال الشرطة من حفظ أمن واستقرار الوطن ومحاربة الإرهاب البغيض خير دليل على أن معين الأمة لا ينضب وأرضها الطيبة تفيض دائما بالخير وتنجب رجالا يدركون جيدا قيمة الانتماء لهذا الوطن.

وفي ختام الاحتفال بالذكرى الـ70 لعيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، تم عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.

وكان الرئيس السيسي قد وصل إلى مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة فى وقت سابق اليوم؛ حيث كان في استقباله وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وعزفت فرقة موسيقى الشرطة السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، وسلام الشهيد.. ووضع الرئيس السيسي إكليلا من الزهور على النصب التذكاري لشهداء الشرطة.

وتحتفل الدولة المصرية في الخامس والعشرين من يناير من كل عام بعيد الشرطة؛ تخليدا لذكرى معركة الإسماعيلية 1952، التي راح ضحيتها 50 شهيدا و80 جريحا من رجال الشرطة، بعد أن رفضوا تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية لقوات الاحتلال البريطاني، رغم قلة عددهم وضعف تسليحهم، وجسدت "معركة الإسماعيلية" مثالا رائعا على تكاتف الشعب مع الشرطة، عندما تعاون أهالي الإسماعيلية مع رجال الداخلية، وانضموا إلى بعضهم البعض تحت راية هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال.