أخبار مصر
نص كلمة السيسي خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء اليوناني
عقد الرئيس السيسي، مؤتمرا صحفيا، اليوم الاثنين 21 يونيومع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، عقب انتهاء جلسة المباحثات الثنائية بينهما.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان: «يُسعدني أن أرحب بكم اليوم ضيفاً كريماً خلال زيارتكم الرسمية إلى جمهورية مصر العربية، التي تأتي في إطار حرصنا المستمر على تبادل الرؤى ووجهات النظر حول سُبل تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائي بين بلدينا الصديقين في مختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل».
تابع الرئيس: «وكما تعلمون، فإن مصر واليونان تجمعهما روابط صداقة مميزة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فالتواصل بين الحضارتين الفرعونية والإغريقية بدأ منذ نحو ثلاثة آلاف عام وكان له إسهام فريد في تطور الحضارة الإنسانية عبر العصور».
وأضاف: «وشهدت السنوات الماضية تنامياً ملحوظاً في حجم التعاون والتنسيق المشترك حيال العديد من الموضوعات والقضايا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، سواء كان ذلك على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، على نحو جعل من هذا التعاون الفريد نموذجاً يحتذى به في كيفية تحقيق التعاون والتكامل على المستوي الإقليمي».
واكد الرئيس: «لقد استعرضت مع دولة رئيس الوزراء مختلف أوجه التعاون الثنائي، واتفقنا على أهمية تحقيق طفرة نوعية في كافة جوانب العلاقات بين بلدينا، خاصةً زيادة قيمة التبادل التجاري وتشجيع تدفق الاستثمارات اليونانية وتفعيل التعاون في قطاع الطاقة سواء فيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي أو في مجال الغاز الطبيعي، إضافة إلى دعم التعاون السياحي والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى البلدين في هذا القطاع الهام، والعمل على استئناف حركة البواخر السياحية بين موانئنا في أقرب فرصة».
وأكمل: «كان لقاؤنا اليوم فرصة مهمة لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المتبادل، حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء على الموقف المصري الثابت إزاء الوضع في منطقة شرق المتوسط والقائم على ضرورة التزام كافة الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصةً مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول، مشدداً على تضامننا مع اليونان حيال أية ممارسات من شأنها انتهاك سيادتها».
وقال: «توافقت ودولة رئيس الوزراء حول أهمية تعزيز آلية التعاون الثلاثي القائمة بين مصر وقبرص واليونان لمواصلة التنسيق السياسي والتعاون الفني بين الدول الثلاث، وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآلية التي تجمع دولنا الثلاث تحديداً بحكم تفرد تلك العلاقة وتلاقي المصالح المشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
واسترسل الرئيس: «تناولت المباحثات آخر تطورات القضية الفلسطينية، وأكدت لدولة رئيس الوزراء اليوناني على ضرورة تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم اللازم لقطاع غزة المتضرر بشدة من جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مع الأخذ في الاعتبار مبادرة مصر لإعادة إعمار غزة بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية، والعمل على عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مجدداً إلى مائدة المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية، وفق قرارات الشرعية الدولية».
وواصل الرئيس حديثه: «بحثنا كذلك آخر التطورات ذات الصلة بالملف الليبي، وتوافقنا على دعم أشقائنا الليبيين في إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده المقرر نهاية العام الجاري، وتذليل أية عقبات قد تحول دون إجراء الانتخابات في موعدها، مع التشديد على أهمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية دون مماطلة، وتفكيك المليشيات المسلحة بما يضمن استعادة عودة ليبيا لأبنائها، واستعادتها لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها».
ولفت الرئيس إلى «كما أحطت دولة رئيس الوزراء علماً بما آلت إليه المفاوضات الثلاثية حول ملف سد النهضة، مع تأكيد أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم لملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدور جاد في هذا الملف حفاظاً على استقرار المنطقة».
وختم الرئيس قائلا: «أرحب بكم مجدداً في القاهرة، وأتطلع إلى أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التعاون والتنسيق بين البلدين بما يحقق الرخاء والازدهار لشعبينا الصديقين».