استثمار
بروتوكول بين «التخطيط» و«رجال أعمال الإسكندرية» حول التعافي الأخضر في القطاع الخاص
شهدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، اليوم الخميس 27 مايو، توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة وجمعية رجال أعمال الإسكندرية بشأن الإطار الاستراتيجي للتعافي الأخضر في القطاع الخاص، ووقعت البروتوكول عن وزارة التخطيط الدكتورة منى عصام رئيس وحدة التنمية المستدامة، والمهندس محمد هنو نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية والقائم بأعماله ممثلًا عن الجمعية، بحضور جميل حلمي مساعد وزيرة التخطيط لشئون متابعة خطة التنمية المستدامة، وهشام أبو العلاء نائب رئيس مجلس الإدارة للشئون الخارجية بجمعية رجال أعمال الإسكندرية، ومحمد محرم نائب رئيس مجلس الإدارة وأمين الصندوق بالجمعية، وشريف الديواني رئيس مشروع الابتكار الأخضر ومستشار مجلس الإدارة بالجمعية، وأدهم قريطم المدير التنفيذي للجمعية.
وخلال كلمتها أكدت هالة السعيد أن توقيع البروتوكول جاء حرصًا من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وجمعية رجال أعمال الإسكندرية لتعزيز الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص وتحقيق الاتساق بين الأهداف الاستثمارية والمعايير العالمية لضمان الاستدامة البيئية والتعافي الأخضر، مشيرة إلى إطلاق وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية «دليل معايير الاستدامة البيئية: الإطار الاستراتيجي للتعافي الأخضر»، خلال العام الجاري، بهدف تخضير الخطة الاستثمارية للدولة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وحماية النظم البيئية، إضافة إلى تحويل أنماط الإنتاج والاستهلاك تجاه نسق أكثر استدامة، وذلك تفاعلًا مع المستجدات الدولية الراهنة، وامتثالًا لأحكام الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وأوضحت السعيد أن البروتوكول يهدف إلى تعزيز التعاون بين طرفيه بهدف تهيئة البيئة المشجعة للقطاع الخاص على التحول الأخضر والاستثمار في المجالات الأكثر استدامة، وذلك من خلال الاتفاق حول المعايير والقواعد المتعلقة بهذا التحول، وتحديد القطاعات ذات الأولوية، وكذا الإصلاحات الهيكلية المطلوب تنفيذها بشأن تشجيع الاستثمار الخاص في هذه القطاعات.
وأشارت السعيد إلى أن تحقيق التنمية المستدامة بمفهومها الشامل، يستلزم دفع سبل وآليات التعاون والشراكة الفعالة بين كل من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، والجامعات ومراكز الأبحاث وغيرها لتعزيز جهود تحقيق الاستدامة البيئية والنمو الاقتصادي المستدام، بما يؤكد أهمية تضافر جهود مختلف الفاعلين الرئيسين في الدولة لتحقيق تلك الأهداف.
وحول جهود الدولة المصرية لإطلاق وتفعيل معايير الاستدامة البيئية والإطار الاستراتيجي للتعافي الأخضر في إطار «رؤية مصر 2030» أشارت هالة السعيد إلى قيام وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، بالتعاون مع وزارة البيئة، بإعداد دليل معايير الاستدامة البيئية، وطرح الإصدار الأول عام 2021 تحت مُسمّى الإطار الاستراتيجي للتعافي الأخضر بهدف توفير الـمعايير الإرشادية لدمج معايير التنمية الـمُستدامة في الخطط التنموية بما يُعظّم الـمردود التنموي ويحسن جودة حياة الـمُواطنين.
وتابعت السعيد أن الدليل يحدد معايير الاستدامة الحالية على مستوى 14 قطاعًا من القطاعات الاقتصادية، والجهات الـمسئولة عنها، وعن قياس مؤشرات الأداء ذات الصلة التي تقيس الأثر التنموي لـمختلف الـمشروعات والتدخلات، وتعين بالتالي متخذ القرار في تحديد الـمشروعات ذات الأولوية من منظور السلامة والاستدامة البيئية وبما يتوافق وخطط التنمية الـمُستدامة.
وأكدت السعيد أن خطة عام 21-2022 تتميز بتناولها باهتمام كبير، لقضية الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر بالتركيز على مُبادرات التحسين البيئي، والتي تعد إحدى القضايا التنموية التي لم تكن مطروحة من قبل على نطاق واسع وبفاعلية منشودة، موضحة أن الدول تحرص على استهداف مُضاعفة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء من 15% عام 20-2021 إلى 30% في خطة عام 21-2022، لتُصبِح 50% بنهاية عام 24-2025، ووضع أولوية في تمويل الـمُبادرات والمشروعات الاستثمارية الخضراء، وذلك في إطار رؤية وتوجّهات الحكومة للتعافي الأخضر، وليكن لمصر السبق في منطقة الشرق الأوسط في مجال تخضير خطة الدولة.
وتناولت السعيد الحديث حول أبرز المشروعات المُتسقة مع معايير الاستدامة الخضراء في الخطة الاستثمارية للعام المالي 21-2022 مشيرة إلى مشروعات وزارة النقل، مشروعات وزارة الكهرباء والطاقة الـمُتجدّدة، ومشروعات وزارة التنمية الـمحلية، مشروعات وزارة الإسكان والـمرافق والـمُجتمعات العمرانية، بالإضافة إلى مشروعات وزارة الصحة والسكان، ومشروعات وزارتي الـموارد الـمائية والري والزراعة.
واستعرضت السعيد أبرز أبعاد وأهداف التعاون في البروتوكول مؤكدة سعي وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية وجمعية رجال أعمال الإسكندرية، للتعاون من أجل دعم تحول القطاع الخاص إلى الاستثمار في المجالات الخضراء اتساقًا مع توجهات الحكومة في هذا الشأن، وكانت مصر من أوائل دول العالم التي أطلقت رؤيتها الوطنية للتنمية المستدامة، فضلًا عن كون مصر في مقدمة الدول المنطقة التي أصدرت سندات خضراء في السوق الدولية، وهو ما يأتي في ضوء التغيرات البيئية التي يشهدها العالم واهتمام الدولة بالتنمية المستدامة والاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر وفقًا لرؤية 2030.
وتابعت السعيد أنه في إطار تبنى الحكومة المصرية الاستراتيجية الوطنية للانتقال للاقتصاد الأخضر، يتم العمل لتدريب الكوادر البشرية في مختلف الجهات المصرية لتطبيق معايير الاستدامة، إضافة إلى استهداف تعميم تلك المعايير على القطاع الخاص بعد أن لقت قبولًا.
وأشارت السعيد إلى أهمية دمج آليات التكيف مع التغيرات المناخية في البرامج والمشروعات التي يتم تنفيذها من جانب القطاعين العام والخاص، وبما يتوافق مع القوانين المصرية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة.
وأكدت السعيد عزم الدولة على المضي قدمًا لاستكمال مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة والمستدامة التي تتطلب سنوات من العمل الجاد والمتواصل بالتعاون بين شركاء التنمية كافة من القطاع الخاص والمجتمع المدني مع الحكومة، مشيرة إلى التزام وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بتقديم التسهيلات المطلوبة والتنسيق مع الجهات التابعة للدولة والمعنيّة بأهداف البروتوكول لتنفيذ أهدافه.
كما أكدت حرص وزارة التخطيط على التنسيق مع الوزارات والجهات المعنيّة لتنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية كافة، الذي يمثل المرحلة الثانية للبرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وكذا تنفيذ مقتضيات الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة (رؤية مصر 2030)، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كافة، اتساقًا مع الجهد الدولي لتنفيذ الأهداف الأممية للتنمية المستدامة.
يُشار إلى أن الهدف العام للبروتوكول يتمثل في تعزيز التعاون بين طرفيه من أجل تهيئة البيئة المُشجعة للقطاع الخاص على التحول الأخضر والاستثمار في المجالات الأكثر استدامة، من خلال الاتفاق حول المعايير والقواعد المتعلقة بهذا التحول، وتحديد القطاعات ذات الأولوية، وكذا الإصلاحات الهيكلية المطلوب تنفيذها بشأن تشجيع الاستثمار الخاص في هذه القطاعات.
فيما قال محمد هنو نائب رئيس مجلس الإدارة والقائم بأعماله، أن الجمعية تتشرف بتوقيع هذا البرتوكول المشترك بهدف دفع سبل تخضير الاستثمارات الخاصة على غرار القناعات التي ترسخت لدي المجتمع الدولي بأن الأساليب التي تنتج وتستهلك بها المجتمعات اليوم تتسبب في ضرر جسيم في النظم البيئية الطبيعية وتهدد بنضوب العديد من الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها، كما أنها تعرض فرص الأجيال القادمة في تحقيق الحياة الكريمة والازدهار إلى الخطر، مشددًا على أن «رجال أعمال الإسكندرية»، ترى أنه من الضروري أن يواكب هذا التوجه المهم للاستثمارات العامة توجه مماثل على التوازي للاستثمارات الخاصة، ما يستدعي إطلاق حوار بين الأطراف المعنية من ممثلي القطاع الخاص الملتزم بالتحول الأخضر وأجهزة الدولة والقيادات العلمية المتخصصة، لوضع رؤية وتصميم مناخ أعمال يدفع الشركات المصرية بمختلف أحجامها إلى تبني هذا التوجه نحو التحول الأخضر على وتيرة واقعية وطموحة.