بترول وطاقة
إجراءات التخلص من الكربون.. كلمة وزير الكهرباء في أول حوار لمجلس انتقال الطاقة
ألقى الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كلمة أثناء مشاركته فى الجلسة الافتتاحية للحوار الأول لمجلس انتقال الطاقة أعرب فيها عن امتنانه من المشاركة في هذا الحدث المهم ومعرباً عن امتنانه العميق لمجلس انتقال الطاقة ETC لتنظيمه الحوار الأول مع مصر لتبادل الأفكار والخبرات إضافة إلى تعزيز الاستراتيجيات والإلتزامات تجاه معالجة قضية تحول الطاقة.
أوضح شاكر أن تحول الطاقة يعد طريقًا نحو تحول قطاع الطاقة العالمي من الاعتماد على الوقود الأحفوري إلى انعدام الكربون، ويتطلب التخلص من الكربون فى قطاع الطاقة اتخاذ العديد من الإجراءات العاجلة على نطاق عالمي للحد من انبعاثات الكربون وتخفيف آثار تغير المناخ من خلال عدد من الإجراءات المتمثلة فى خفض تكاليف الطاقة المولدة من الطاقات المتجددة، وتحقيق التطور في تكنولوجيات تخزين الطاقة والكهرباء - زيادة استخدام السيارات الكهربائية وتكنولوجيا الشبكات الذكية - التحول من المركزية إلى اللامركزية لتوليد الكهرباء، النقل والتوزيع، الربط الكهربائى الإقليمي والدولي من أجل اللاستفادة من جميع أشكال الطاقة المتجددة والنظيفة.
وأشار شاكر إلى الإجراءات التى اتخذتها مصر لخلق بيئة مناسبة لانتقال الطاقة في مصر مؤكداً أنه خلال السنوات القليلة الماضية، تمكن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى من تلبية الطلب المتزايد والتغلب على التحديات التى واجهته وأن القيادة السياسية وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومى ولابد من اتخاذ التدابير اللازمة له فمنذ عام 2014 حتى الآن بلغت إجمالي القدرات المضافة إلى الشبكة أكثر من 28000 ميجاوات بعد عجز الطاقة في عام 2014 بعد عجز يتراوح ما بين 15 ـ 20% من الطلب على الطاقة الكهربائية.
وأشار شاكر إلى الاهتمام الكبير والجهود التى يقوم بها قطاع الكهرباء ليعمل على تحسين وتطوير الخدمات وتحسين وتطوير شبكات النقل والتوزيع، بما في ذلك محطات المحولات ذات الجهد الفائق ومراكز التحكم باستثمارات تصل إلى نحو 4 مليارات دولار أمريكي، إضافة إلى الشبكات الذكية لتعزيز وتقوية الشبكة الكهربائية القومية من أجل استيعاب القدرات الجديدة المضافة من الطاقة المتجددة، التي ستساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الكهرباء وتقليل انبعاثات الكربون إضافة إلى تقليل الاستثمار المطلوب للبنية التحتية للشبكات الكهربائية.
وأشار إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح فى مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، موضحاً أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى نحو 35 جيجاوات من طاقة الرياح و55 جيجاوات من الطاقة الشمسية.
كما أضاف أنه من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة إلى ما يزيد عن 42% بحلول عام 2035 ويتم حالياً إجراء الدراسات اللازمة لزيادة هذه النسبة، وأضاف شاكر أنه كان من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة من الحمل الأقصى إلى 20% بنهاية عام 2022 ولكن نجح القطاع فى الوصول لهذه النسبة بنهاية هذا العام 2021 وتصل القدرات إلى نحو 6378 ميجاوات، وتم مراجعة وتحديث الإسترتتيجية بإلغاء مشروعات الفحم واستبدالها بمشروعات توليد كهرباء من مصادر متجددة.
ومن أجل الوصول إلى الرؤية الطموحة بالتوسع فى استخدام الطاقات المتجددة اتخذ القطاع عدد كبير من الإجراءات وقدم كثير من الحوافز لتشجيع مشاركة القطاع الخاص فى مشروعات الكهرباء وتلعب الاستثمارات الخاصة دوراً هاماً فى تحقيق الأهداف المرجوه.
وكانت من الخطوات الهامة هى تعديل التشريعات للتخلص من معوقات الاستثمار، وتم البدء ببرناج إصلاحى للتعريفة وتم تطبيق برنامج لتعريفة التغذية.
وبناءً على ذلك فهناك أكثر من 32 مشروعًا للطاقة الشمسية من الخلايا الفوتوفلطية بمجمع بنبان للطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تصل إلى نحو 1465 ميجاوات، وحاز هذا المشروع على ثلاثة جوائز عالمية من بينها جائزة البنك الدولي.
وأضاف أن القطاع قام باتخاذ عدد من الإجراءات الهامة للاستفادة من الإمكانيات الهائلة من الطاقة المتجددة وفقاً لعدد من الآليات الأخرى لتشجيع مشاركة القطاع الخاص منها EPC + Finance ـ BOO ـ Net METERING والـ AUCTIONS.
وأشار شاكر إلى الدور المهم الذى قامت به الحكومة المصرية لخلق بيئة جاذبة للاستثمار للقطاع الخاص.
ونتيجة للإجراءات السابقة أصبح للقطاع الخاص ثقة كبيرة فى قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصرى وتقدم عدد كبير من المستثمرين من القطاع الخاص الأجنبى والمحلى للدخول فى مشروعات القطاع وعلى رأسها مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة وأحدث الأسعار التي حصلنا عليها لمشروعات الـ BOO هي 2 سنت - كيلووات ساعة للطاقة الشمسية و3 سنت - كيلووات ساعة للرياح.
وأشار شاكر إلى أنه في الآونة الأخيرة، يعمل القطاع على تبنى تقنيات مختلفة تساعد في طريقة انتقال الطاقة مثل التوجه إلى إستخدام الهيدروجين الأخضر كمصدر من مصادر الطاقة المتجددة.
وأوصى المجلس الأعلى للطاقة بتشكيل فريق عمل رفيع المستوى من مختلف الوزارات المعنية بالهيدروجين، وتم تشكيل مجموعة العمل لدراسة أهمية استخدام تكنولوجيا الهيدروجين لكل قطاع وتحديد فرص توليد الهيدروجين الأخضر واستغلاله في مصر، وستضع مجموعة العمل خارطة طريق للخطوات المستقبلية لاستخدام الهيدروجين الأخضر، التي ستتضمن إعداد استراتيجية وطنية للهيدروجين في مصر، ووضع خطة عمل لتنفيذ الاستراتيجية ودراسة فرص توطين صناعة الهيدروجين في مصر.
إضافة إلى ذلك، وفي إطار استخدام الطاقة المتجددة لزيادة محطات تحلية المياه، تم إعداد خطة استراتيجية لتحلية المياه من مصادر الطاقة المتجددة بالتعاون بين وزارة الإسكان ووزارة الموارد المائية، وتم تحديد الأرض المطلوبة مع خطة مدتها 5 سنوات تبدأ من عام 2020-2050 بهدف إنتاج نحو 2.9 مليون م 3 - يوم.
تعتبر محطات تخزين الطاقة الكهرومائية أحد الحلول لدعم موثوقية الشبكة واستقرارها، ونتيجة لذلك، يجري حالياً مشروع محطة ضخ وتخزين 2400 ميجاوات في خليج السويس، إضافة إلى أنه يجرى حالياً إعداد دراسة ما قبل الجدوى بالتعاون مع KFW لاستكشاف مشروعين آخرين بطاقة إجمالية 2000 ميجاوات، وأشار إلى الاهتمام الذى يوليه القطاع أيضًا للتقنيات الجديدة الأخرى مثل تحويل النفايات إلى طاقة والسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة.
وأعرب عن تقديره لرئاسة المملكة المتحدة لمؤتمر المناخ القادم COP26 والمقرر عقده في نوفمبر 2021، وأشار أن مصر تؤكد دعمها والمشاركة مع حكومة المملكة المتحدة في هذا الجهد.
وأشار إلى أن مصر تدرك الأهمية الكبرى لمؤتمر COP26 الذي يتزامن انعقاده مع وقت يشهد العالم بأكمله تحديات غير مسبوقة ترتبط جميعها بتغير المناخ، وأظهرت جائحة كورونا COVID-19 بوضوح أن الدول النامية وخاصة إفريقيا هي الأكثر تأثراً بتغير المناخ من غيرها، وعلاوة على ذلك، تؤكد الجائحة الحاجة إلى الحصول على الطاقة بشكل موثوق ومستدام وبأسعار مناسبة.
لذلك، تأمل هذه الدول، بما في ذلك مصر، بشكل كبير على COP26 فى تحقيق تقدم عادل ومتوازن في مفاوضات تغير المناخ؛ خاصة فيما يتعلق بقضايا التكيف ووسائل التنفيذ، والاعتراف بالظروف الخاصة لأفريقيا.
علاوة على ذلك، نتطلع إلى تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف القضايا المتعلقة بالبيئة، في ضوء رئاسة مصر الحالية للمؤتمر الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي CBD أيضًا، ونتطلع أيضًا إلى دعم المملكة المتحدة للمبادرة المصرية بشأن تنفيذ الاتفاقيات البيئية الثلاث RIO ولتى تم إطلاقها خلال المؤتمر الرابع عشر للأطراف بشأن اتفاقية التنوع البيولوجي في شرم الشيخ في عام 2018، هذه المبادرة التي تسعى إلى خلق تآزر معزز بين اتفاقيات ريو البيئية الرئيسية الثلاث «تغير المناخ - التنوع البيولوجي - مكافحة التصحر».
وفى نهاية كلمته توجه الوزير بالشكر لجميع الحاضرين على جهودهم معرباً عن ثقته من أن هذه الاجتماعات ستساعد بشكل كبير على تعزيز التعاون، وتسليط الضوء على أحدث التحديات والإمكانيات في قطاع الطاقة بهدف تعزيز التعاون المستقبلى لتحقيق انتقال الطاقة النظيفة.