دولى وعربى
دعا زعيم جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية" المسلمين في أنحاء العالم إلى حمل السلاح والتدفق على دولة "الخلافة" التي أعلنتها الجماعة على الأراضي التي استولت عليها في سوريا والعراق.
زعيم الدولة الإسلامية يحث المسلمين على الجهاد
وأطلق أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية الدعوة للجهاد في رسالة صوتية مدتها 20 دقيقة تقريبا ونشرت على الانترنت يوم الثلاثاء معلنا عن "زمان جديد" سينتصر فيه المسلمون في نهاية الأمر.
وهذه أول رسالة منسوبة له منذ أن بايعته الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالخلافة يوم الأحد في محاولة جريئة لإزالة الحدود الرسمية وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
واستخدم البغدادي الذي بات يحمل لقبا يعود إلى العصور الوسطى الرسالة لتأكيد سلطته على المسلمين في كل مكان وطالب المسلمين بأن ينهضوا وينتقموا للانتهاكات التي ترتكب بحق المسلمين في عدد من الدول من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى ميانمار (بورما).
وقال "ارهبوا أعداء الله فالدنيا زائلة فانية والآخرة دائمة باقية." وأضاف "إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم ويكفيكم ما وصلكم من مشاهد في أفريقيا الوسطى ومن قبلها في بورما."
ونشرت الرسالة التي تحمل عنوان "رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان" على الانترنت من خلال الذراع الإعلامي للجماعة.
ونشر حساب آخر تابع للجماعة الترجمة باللغات الإنجليزية والروسية والفرنسية والألمانية والألبانية.
وقال البغدادي "فواالله لنثأرن والله لنثأرن ولو بعد حين."
وفي حين يروق لكثير من المتشددين ما أعلنته الدولة الإسلامية فإن ثمة دلائل بالفعل على وجود خلافات فقد رفضت بعض الجماعات الإسلامية التي تقاتل في سوريا إعلان الخلافة قائلة إن "شروطها لم تتحقق بعد" وحثت المسلمين على تجنب الوقوف إلى جانب الدولة الإسلامية.
وقالت هيئة علماء المسلمين العراقية التي شكلت لتمثيل الأقلية السنية في بيان "أي جهة تعلن عن قيام دولة أو إمارة إسلامية أو غير إسلامية في ظل هذه الظروف فإن ذلك لا يصب في صالح العراق ووحدته الآن."
ولم يتسن على الفور التحقق من صحة الرسالة الصوتية لكنها نشرت على موقع سايت وهو منظمة مقرها الولايات المتحدة وتتابع بيانات الجهاديين.
وقال البغدادي للمقاتلين "اغتنموا هذه الفرصة وانصروا دين الله بالجهاد في سبيل الله."
ودعا المسلمين إلى الهجرة إلى "الدولة الإسلامية" قائلا إن هذا واجب عليهم. وحثتهم في رسالة مباشرة ومليئة بالثقة قائلا "فاسمعي يا أمة الإسلام اسمعي وعي وقومي وانهضي فقد آن لكي أن تتحري من قيود الضعف وتقومي في وجه الطغيان."
وأضاف "فليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد إلا من كان نائما فليفق إلا فليعي من كان مصدوما مذهولا أن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدوية وأقدام ثقيلة."
وجاء إعلان الخلافة بعد حملة بدأها متشددو الدولة الإسلامية وحلفاء لهم من بين الأقلية السنية في العراق قبل ثلاثة أسابيع للسيطرة على مناطق. وتهدف الخلافة إلى إزالة الحدود التي أقامها الاستعمار وإلى تحدي الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وإيران برئاسة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء لم يتمكن الشيعة من اختيار رئيس للوزراء ليحل محل نوري المالكي في أول جلسة للبرلمان الجديد مما بدد الآمال في تشكيل حكومة وحدة على وجه السرعة لإنقاذ العراق من الانهيار.
ويمثل إعلان الخلافة تحديا مباشرا للزعامة العالمية لتنظيم القاعدة الذي تبرأ من الدولة الإسلامية كما يمثل تحديا لحكام دول الخليج العربية السنية الذين يعتبرون بالفعل الجماعة تهديدا أمنيا.
وقال جوليان بارنيز ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن البغدادي أصدر "دعوة جريئة بإعلان هذه الخلافة والتحدث بتلك القوة الآن."
وأضاف "يعتقد أن هذه هي لحظته بعد أن تمكن من الاستيلاء على مساحات من الأراضي بشكل لم يسبق له مثيل." وتابع "أنها جرأة استراتيجية واسعة حيث يحاول تقديم نفسه على أنه رائد هذه اليقظة الإسلامية الجديدة."