أخبار مصر
وزير المالية: أداء الاقتصاد المصرى فاق التوقعات رغم أزمة كورونا
فاق أداء الاقتصاد المصري التوقعات، رغم أزمة كورونا، بشهادة مؤسسات التصنيف والتمويل الدولية وعلى رأسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، على نحو يعكس أهمية الإصلاحات الاقتصادية المتكاملة والجريئة التي تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وساندها الشعب المصري، وأسهمت في استقرار السياسات المالية والنقدية.
وأشادت مدير صندوق النقد الدولي بهذه الإصلاحات قائلة: "مصر نجم ساطع عالميًا في مجال الإصلاح الاقتصادي"، مؤكدًا على كفاءة إنفاق الحزمة المالية الداعمة للنشاط الاقتصادي والقطاعات والفئات الأكثر تضررًا، المقررة بـ 2% من الناتج المحلي، بمراعاة الأولويات العاجلة لقطاع الصحة، مشيرًا إلى أهمية المشروعات التنموية في دفع عجلة الاقتصاد القومي وتحفيز الاستثمار.
وأكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أن الوزارة أعدت تقرير: "التحدى والإنجاز"، للعام الثاني على التوالي حول الأداء الاقتصادي خلال 2020، الذي شهد نهاية موازنة السنة المالية 2019-2020 في يونيه 2020، بما حققته من مؤشرات إيجابية رغم أزمة "كورونا"، وبداية السنة المالية الحالية 2020-2021 في يوليو 2020، بما نتطلع إليه من مستهدفات، على ضوء توقعات المؤسسات الدولية.
ولفت إلى أنه لولا التنفيذ المتقن لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والتعامل بمنهجية استباقية، ما نجحنا في احتواء تداعيات أزمة "كورونا"، وتخفيف حدة الصدمة، لتصبح مصر، كما ذكرت "بلومبرج"، ضمن الاقتصادات العشر الأسرع نموًا على مستوى العالم خلال عام 2020، وتُسجل ثاني أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم بنسبة 3,6%، وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي، وخفض معدلات الدين للناتج المحلي من 108% في العام المالي 2016-2017، إلى 88% بنهاية يونيه 2020، وتحقيق فائض أولي 1,8% في العام المالي الماضي، بينما تضاعفت في الدول الناشئة الأخرى وغيرها معدلات الدين والعجز وجاء نموها بالسالب.
وأشار الوزير، في تقرير "التحدى والإنجاز لعام 2020"، إلى أن مؤشر أداء "مديري المشتريات"، سجل أعلى معدل منذ 6 سنوات في شهر أكتوبر الماضي، بما يعكس ثقة أكبر 400 شركة بالقطاع الخاص، وتوارن السياسات الاقتصادية والمالية، وبرامج التحفيز المالي التي تُسهم في دفع النشاط الاقتصادي، وتحسن مؤشرات الإنتاج والمبيعات المحلية وطلبات التصدير رغم الجائحة، وبذلك تكون مصر من الدول التي بدأ فيها أداء القطاع الخاص يستعيد عافيته.
وأوضح أن تقديرات المؤسسات الدولية عكست صلابة الاقتصاد المصري، حيث وصف تقرير البنك الدولي، على هامش الاجتماعات السنوية، مصر بأنها "النقطة المضيئة" في إفريقيا، بعد أن ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر بها 11% خلال العام المالي الماضي، مقارنة بالعام المالي 2018-2019، مشيرًا إلى تحسن ترتيب مصر في تقرير "سهولة ممارسة الأعمال"، الصادر عن البنك الدولي بنحو 14 مركزًا خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن مصر، وفقًا لمؤسسة "جي. بي. مورجان"، تُعد الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط وإفريقيا التي اختتمت بنجاح الدورة السنوية لمراجعة التصنيف الائتماني واحتفظت بثقة جميع مؤسسات التقييم العالمية الثلاثة: "ستاندرد آند بورز"، و"موديز"، و"فيتش"، خلال فترة من أصعب الفترات التى شهدها الاقتصاد العالمى، حيث تم تثبيت التقييم السيادي والتصنيف الائتماني لمصر مع نظرة مستقبلية مستقرة، موضحًا أن مؤسسة "ستاندرد آند بورز"، في تقريرها الأخير أبقت للمرة الثانية خلال 6 أشهر في عام 2020 على التصنيف الائتماني لمصر بالعملتين المحلية والأجنبية عند مستوى "B"، مع نظرة مستقبلية مستقرة للاقتصاد المصري.
وقال الوزير، إن الحكومة دخلت مرحلة "الجائحة"، بموقف أقوى مما كانت عليه قبل عامين، مما يؤكد أننا نسير على الطريق الصحيح، وقد حققنا مستهدفاتنا المالية والاقتصادية قبل أزمة "كورونا"؛ بما يدفعنا للمضى قدمًا نحو الاستمرار في تحقيق المستهدفات، مشيرًا إلى أن مصر وفقًا لتقرير صندوق النقد الدولي، تُعد الدولة الوحيدة التي ستحقق نموًا اقتصاديًا إيجابيًا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال العام المالى الحالي.
ويتوقع صندوق النقد الدولى التعافي السريع للاقتصاد المصري على المدى المتوسط، وارتفاع معدلات النمو لأكثر من 5%، وتراجع نسبة العجز الكلي للناتج المحلي إلى 5,1% خلال العام المالي 2022-2023، و4,4% بحلول العام المالي 2024-2025، بما يعكس قدرة السياسات المالية المصرية على التعامل الإيجابي والفعَّال مع المتغيرات المحلية والدولية.
وقال إنه وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولى أيضًا، فإن الموازنة العامة للدولة ستحقق، رغم جائحة كورونا، فائضًا أوليًا 5,% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي الحالي، يرتفع إلى 2% خلال العام المالى 2022-2023، وتستمر على هذا النهج بمعدل مستدام يبلغ 2% فى المتوسط حتى عام 2025.
وأكد الوزير أن الإشادات الدولية، باستمرار تحسن أداء الاقتصاد المصري، تفتح آفاقًا رحبة لجذب الاستثمارات الأجنبية بمصر، بما في ذلك "محافظ الأوراق المالية"، التي حظيت بإقبال متزايد من المستثمرين الأجانب، وسجلت شهادة ثقة عالمية جديدة، حيث أصبحت مصر الأكثر جذبًا لتدفقات "محافظ الأوراق المالية"، بالأسواق الناشئة خلال عام 2020، واحتلت، بحسب تقرير "دويتشه"، خامس أكبر تمركز للأجانب، وثالث أكبر تراجع في أسعار الفائدة.
ونوه إلى أن المؤشرات الجديدة التي تضمنها تقرير بنك "دويتشه"، تعكس نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي في تهيئة بيئة أداء الأعمال، ورفع كفاءة المالية العامة للدولة، وخفض معدلات الدين والعجز والتضخم، وتحسين أداء الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.